التوحد
يُعد مرض التوحد مِن الأمراض التي تعتبر حديثة على العالم، أو أنه قد تم اكتشافها حديثاً، حيث أنه في الماضي لم يكن أحد يسمع عن مرض التوحد أو يعرف عنه شيئاً.
سوف يلْحظ الأهل أنَّ طفلهم له عالمه الخاص به، وأنه لا يختلف كثيراً مع الأطفال ويهتم الطفل بأشياء محددة فقط ولا يثير انتباهه أي شيء كان. ويبدأ الأهل بالانتباه إلى مشكلة طفلهم بعد بلوغه السنة الثالثة مِن عمره، ففي البداية قد يعتقدون أن السبب هو صغر عمر الطفل أو أنه يحتاج المزيد مِن الوقت كي يتعلم وينضج عقله أكثر. ولكن عندما يشاهد الأهل أطفال آخرون في عمر طفلهم أو حتى أصغر يتعلمون مهارات أكثر مِن طفلهم ويتكلمون بشكل أفضل، فإن ذلك سوف يجعلهم يشعرون بالشك في تصرفات الطفل ومحاولة التأكد ما إذا كانت هذه التصرفات طبيعية أم هي سبب لمرض ما.
التوحد: هو عبارة عن خلل واضطراب في النمو العصبي للطفل ويظهر عادة لدى الطفل قبل بلوغ عمر الثلاث سنوات، وتختلف الأعراض مِن طفل إلى آخر.
الى هذه اللحظة لا يوجد سبب علمي عن كيفية حصول وتشكل مرض التوحد
عند ظهور أعراض التوحد في البداية، قد لا ينبه الأهل لها كثيراً؛ لأنها تكون بسيطة ولكن مع الوقت تزداد الأعراض ويُصبح مِن الصعب التعامل مع الطفل، ولكن كلما اكتشف الأهل أعراض التوحد سريعاً كلما ساعد ذلك في معالجة الطفل بشكل أفضل وجعله يتعايش مع الناس بشكل أفضل ويكون قادر على خدمة نفسه أيضاً. ولكن إذا تأخر علاج الطفل؛ فسوف يؤدي ذلك إلى تمكن المرض منه، وسوف يواجه الطفل الكثير مِن الصعوبات في حياته عندما يَكبر ويحتاج للكثير مِن المساعدة مِن غيره عندما يريد فعل أي شيء. ويصيب مرض التوحد الأطفال الذكور أكثر مِن الأطفال الإناث بمعدل ثلاث أو أربعة أضعاف.
أعراض التوحد: صعوبة التكلم بشكل طبيعي وتكرار نفس الكلمات. ضعف تعلم الطفل للُّغة وقلة تواصله مع من حوله, عدم التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وصعوبة التفاهم مع الطفل وتعليمه. الاهتمام بأشياء محددة فقط وتكرارها باستمرار وعدم الاهتمام بتعلم أي شيء جديد. الصراخ الدائم والمتواصل وبسبب وبدون سبب. وتبدأ أعراض التوحد بالظهور مِن عمر الستة أشهر الى الثلاث سنوات تكون واضحة جداً ويمكن تمييزها.
أسباب مرض التوحد: كثير من قال ان بعض أنواع اللقاحات قد تسبب في ذلك ولكن هذا لم يثبت علميا, ولا يوجد دليل على ذلك, أيضا هناك من تحدث عن التلوث بالرصاص والدهان ولكن هذا لم يثبت علميا, ولا يوجد دليل على ذلك.
العوامل البيولوجية: تشير المعلومات العلمية التي تقول أن نسبة لا يستهان بها من الأطفال المصابون بالتوحد يعانون من التخلف العقلي والصرع.
السبب مازال مبهما, التحاليل والصور الشعائية والتخطيط كله طبيعي, انا أشبه المرض مثل جهاز كمبيوتر كل القطع موجوده فيه ولكنه لا يعمل ومجمد.
هناك حاليا التوحد الوظيفي وهو ناتج عن سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة المفرط مثل آيباد وكمبيوتر والتلفزيون والخليوي حيث يترك الطفل فترات طويلة بسبب مشغولية الأهل فنلاحظ أنه منزوي اليها دائما وتكلمه ولغته ضعيفة لأنه دائما مستقبل من الأجهزة.
طرق علاج التوحد: لا يوجد علاج محدد لمرض التوحد ولكن يمكن مساعدة المريض على التخفيف مِن مضاعفات المرض في المستقبل ومساعدة المريض في الاندماج في العالم مِن حوله, العلاج بالأدوية التي تركز على علاج المشكلة الموجودة في الخلايا العصبية ومحاولة السيطرة عليها وتخفيفها. تعليم الطفل في مدارس خاصة بمرضى التوحد؛ كي يتم التعامل معهم بطريقة خاصة تساعدهم على التواصل مع غيرهم والتجاوب مع الأطفال الآخرين والاندماج مع العالم مِن حولهم والاستجابة لكافة المؤثرات المرئية والصوتية مِن حولهم. علاج مشكلة النطق لدى الطفل وتعليمه كيفية النطق بشكل سليم والتحدث مع الآخرين والاندماج معهم.
لعلاج الغذائي: وذلك بتجنّب بعض أنواع الأطعمة، حيث تتمّ إزالة بعض الأطعمة التي يُعتقد بأنها قد تتسبّب بظهور الأعراض، وإضافة الفيتامينات والمكملات الغذائية.
هناك بعض الأهالي عندما يلْحظون عدم انتباه ابنهم لهم وعدم اكتراثه لأي شيء مِن حوله، يعتبرون ذلك ذكاءً مِن الطفل وأنه يسمع مَن حوله ويقصد عدم الاستجابة كنوع مِن اللعب أو الذكاء. ولكن لو تكرر ذلك الأسلوب كثيراً؛ فإنه يثير القلق والشكوك حول ما إذا كان الطفل فعلاً مصاب بالتوحد أم لا؟ وخصوصاً عندما يكون الطفل ذكراً أو إذا كان هناك أي إصابات في العائلة أو أي أحد يعاني مِن اضطرابات عصبية، فإن ذلك سوف يزيد مِن احتمالية ظهور طفل مصاب بمرض التوحد. فالكثير مِن الأطفال الذين يصابون بمرض التوحد ويتم اللجوء إلى علاجهم في سن مبكرة يساعدهم ذلك كثيراً في التعايش مع المرض والاستجابة إلى المؤثرات التي حولهم بشكل أفضل، والتكلم والنطق بطريقة أفضل مِن غيرهم مِن الأطفال الذين تأخروا في العلاج. وعند وجود طفل بالعائلة مصاب بالتوحد فيجب على الأبوين تثقيف أنفسهم جيداً حول كيفية التعامل مع الطفل وجعله يتعايش مع المرض بشكل أفضل، ويجب الأخذ بالنصائح التي يعطيها الطبيب لأهل المريض وذلك كي يساعدوه في معالجة هذا المرض. ويجب أن يهتم الأهل كثيراً بطفل التوحد ويجعلوه يشعر بالحب والحنان والأمان، فبالرغم مِن أن طفل التوحد يَظهر وكأنه انطوائي ولا يرغب في التعامل مع أحد ويحب الجلوس وحيداً، إلا أنه عندما يشعر بحب أبويه له واهتمامه به سوف يجعله يشعر بالتحسن أكثر وبالتفاؤل والتجاوب في العلاج أكثر مِن اهماله وتركه بحجة أنه لا يُحب أن يتواصل مع أحد. فالكثير مِن الأهالي يقعون في هذا الخطأ، وهناك آباء لا يتحملون كثرة صراخ ابنهم وصعوبة التعامل معه، ويهملونه أو يوبخونه، ولكن هذا الأسلوب يزيد مِن حالة الطفل سوءًاً ويجعله أكثر عدوانية وكراهية لمن حوله وقد يجعله يؤذي نفسه أو يؤذي الآخرين. في الحالات الشديدة يتم إعطاء مرضى التوحد بعض العلاجات مثل (aripiprazole) (Risperidone)
الخاتمة لا بد على الوالدين التنبه لمثل هذه القضية وأن يجتنبا المشاكل الزوجية قدر المستطاع فالحنان والحب وتفهم الطفل مهم وضروري, فكما نَعلم أن النفسية هي نصف العلاج وكلما كانت نفسية الطفل مرتاحة وكان سعيداً سوف يكون ذلك عامل ايجابي في علاج الطفل وتقدمه في العلاج بسرعة أيضاً، ولكن كلما كانت نفسية الطفل صعبة وكان يشعر بالحزن والاهمال وعدم تقبل الآخرين له فإن ذلك يزيد من حالته سوءاً ويجعل علاجه صعباً، وقد تتطور حالته للأسوأ مع مرور الوقت ويصعب السيطرة عليه في المستقبل؛ لأن ذلك قد يجعل منه شخص عدواني أو أن يعاني مِن التخلف العقلي.